الســـــــــــــــلام عليكم
الحمد لله على نعمة البصر والصلاة والسلام على سيد
المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي من الله بها علينا البصر وزودنا بالعقل
لنتحكم بهذه النعمة وأمرنا بحفظها وعدم تركها للهوى فكان من ذلك
الأمربغض البصر والقرءان الكريم في جل آياته أمر بذلك وهي
لا تخفى على أحد
قال تعالى:"قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"النور: 30.
ومما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم عن غض البصر وفائدته
هذه الأحاديث الشريفة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"النظرة سهم مسموم من سهام إبليس
فمن غض بصره غض بصره عن محاسن المرأة أورث الله قلبه
حلاوة يجدها إلى يوم القيامة"
من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"
من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:"اتقوا الدنيا واتقوا النساء"
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:"أخوف ما أخاف على أمتي النساء ؤالخمر"
وقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:"يا علي لا تتبع
النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله عز وجل كتب على
ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة,فالعين تزني وزناها
النظر,واللسان يزني وزناه النطق,والرجل تزني وزناها الخطى,
واليد تزني وزناها البطش,والقلب يهوى ويتمنى,والفرج يصدق
ذلك أو يكذبه"
ومن أجمل ما قيل في غض البصر
قال ا لشاعر:
كل الحوادث مبدؤها من النظر**ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم من نظرة فتكت في قلب صاحبها**فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء مادام ذا عين يقلبها**في أعين الناس موقوف على الخطر
يسر ناظره ما ضر خاطره** لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
وقال آخر:
نظر العيون إلى العيون هو الذي**جعل الهلاك إلى الفؤاد سبيلا
ما زالت اللحظات تغزو قلبه ** حتى تشحط بينهن قتيلا
قال الفرزدق:
تزود منها نظرة لم تدع له**فؤادا ولم يشعر بما قد تزودا
فلم أر مقتولا ولم أر قاتلا**بغير سلاح مثلها حين أقصدا
وقال آخر:
يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا**أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء **توقه إنه يأتيك بالعطب
وقال آخر:
يقول طرفي لقلبي هجت لي سقما**والعين تزعم أن القلب أنكاها
والجسم يشهد أن العين كاذبة**وهي التي هيجت للقلب بلواها
لولا العيون وما يجنين من سقم**ما كنت مطروحا من بعض قتلاها
وقالت الكبد المظلومة اتئدا ** قطعتماني وما راقبتما الله
وقال آخر:
ألم أقل لك لا تسرق ملاحظة**فسارق اللحظ لاينجو من الدَرك
اتقوا الله إن الله كان بكم بصيرا
لا تنظر إلى صغر المعصية بل انظر إلى عظم من عصيت
